فيه بحكم الفساق . فلا يلزم على هذا ترك ما نقلوه ، على ان من اشاروا اليه لا نسلم انهم كلهم (۱) مقلدة ، بل لا يمتنع أن يكونوا عالمين بالدليل على سبيل الجملة ، كما تقوله جماعة أهل العدل (۲) في كثير من أهل الاسواق والعامة ، وليس من حيث يتعذر عليهم ايراد الحجج في ذلك ، ينبغي أن يكونوا غير عالمين ، لان ايراد الحجج والمناظرة صناعة ، وليس يقف حصول المعرفة على حصولها كما قلناه في أصحاب الجمل (۳) .
وليس لاحد أن يقول : أن هؤلاءِ ليسوا من أصحاب الجمل ، لانهم اذا سئلوا عن التوحيد أو العدل أو صفات الله تعالى أو صحة النبوة ، قالوا : كذا روينا ويروون في ذلك كله الاخبار ، وليس هذا طريقة أصحاب الجمل (٤) .
_________________________
(۱) قوله ( لا نسلم انهم كلهم ) كأنه ينبغي أن يراد به السلب الكلي .
(۲) قوله ( أهل العدل ) هم القائلون بالتحسين والتقبيح العقليين .
(۳) قوله ( أصحاب الجمل ) الجمل بفتح الجيم وسكون الميم : الجمع ، ومعناه عدم التفصيل (٥) .
(٤) قوله ( وليس هذا طريقة أصحاب الجمل ) فان طريقتهم انهم عملوا الدليل الصحيح الدال على المطلوب وما قدروا على تفصيله ، وهؤلاء يستدلون بدليل غير موصل الى المطلوب الذي هو القطع بالاصول .
_________________________
(٥) الى هنا سقط من النسخة المطبوعة .