على ما هو به مع سكون النفس لان الذي يبين (۱) به العلم من غيره من الاجناس ، هو سكون النفس دون كونه اعتقاداً ، لان الجهل أيضاً اعتقاد ، وكذلك التقليد (۲) ، ولا يبين أيضاً ، بقولنا للشيء على ما هو به لانه يشاركه فيه التقليد أيضاً . اذا كان معتقده على ما هو به ، والذي يبين به هو سكون النفس .
_________________________
لا يقال فيخرج حينئذ علم الله تعالى ، اذ لا يسمى اعتقاداً . ولا يخرج عن حد المصنف ، لانه يطلق على ذاته تعالى النفس . كقوله تعالى : « تَعْلَمُ ما في نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ ما في نَفْسِكَ » (۳) .
ويتحقق فيه السكون لانا نقول : علمه تعالى خارج عن المحدود . اذ هو علم الحادث المنقسم الى الضروري والمكتسب ، الذين لا يتحققان في علمه تعالى واطلاق النفس عليه تعالى مجاز من باب المشاكلة ، على انه لا سكون فيه . اذ ليس من شأنه الاضطراب .
وبهذا خرج التصور عن حد المصنف ، اذ ليس من شأن النفس الاضطراب فيه . وهذا كما ان من يحيل حركت الجسم في شيء يحيل اتصافه بالسكون فيه .
(۱) قوله ( لان الذي يبين الخ ) حاصله ان مقصود المعرفين للعلم ، ليس الا البيان ، اي التمييز . فذكر الاعتقاد لغو . وان سلم كونه جنساً أيضاً . ولا يمكن المناقشة بان التدرج في البيان أدخل فيه . لانهم لم يعتبروا العرض العام في التعريفات .
(۲) قوله ( وكذلك التقليد ) المراد بالتقليد اعتقاد الشيء على ما هو به ، لا مع
_________________________
(٣) سورة المائدة : ١١٦ .