ولاجل ذلك يقولون : أثبت السهم في القرطاس . أي : أوجبته فيه .
ويعبر أيضاً في الخبر عن وجوب الشيء كما يقال في المجبرة (۱) انهم مثبتة (٢) .
ثم ان ذلك ينتقض بالتقليد ، لانه أيضاً اثبات للشيء على ما هو به (۳) ، ان اريد بهذه اللفظة الاعتقاد ، وان اريد بها العلم ، فقد حد الشيء بنفسه .
والعلوم على ضربين : ضروري ومكتسب . فحد الضروري ما كان من فعل غير العالم به (٤) ، وهو انما يكون
_________________________
الالفاظ المجازية في الحد ، الا مع القرينة القوية . وهي منتفية هنا .
والسهم : النبل ، والقرطاس : بكسر القاف ، كل أديم ينصب للنصال .
(۱) قوله ( كما يقال في المجبرة ) هو بالجيم والباء الموحدة . انما سميت المجبرة مثبتة ، لاخبارهم في كل فعل من أفعال العباد ، انه واجب ، لا يمكن لهم دفعه عن انفسهم . وهو خلاف الواقع كما فصل في المقدمة الثانية ، من مقدمات بيان الحاجة .
(۳) قوله ( اثبات للشيء على ما هو به ) الاولى اسقاط قوله ( على ما هو به ) ونقضه بالجهل أيضاً .
(٤) قوله ( ما كان من فعل غير العالم به ) أي ما كان باجراء الله تعالى عادته
_________________________
(۲) الملل والنحل ١ : ٨٥ .