وذكروا فيه أيضاً (۱) العلم بمخبر الاخبار المتواترة ونحن نبين (۲) ما عندنا فيه عند الكلام في الاخبار ان شاء الله تعالى .
_________________________
ان في العقلاء من يعلم الهندسة ، وكثيراً من الصنائع كالصياغة والنساجة ، ونظم الشعر ، وهذه كلها علوم ضرورية ، يفعله الله تعالى عند الممارسة بالعادة ، وان لم يكن من كمال العقل ، وتفاوت العقلاء فيها . وزيادة بعضهم على بعض ، لا يقتضي تفاوتهم في التكليف العقلي ، ولا زيادة بعضهم على بعض فيه ، فأما الحفظ بدرس ، والفظتة بما يذكر ، وتفاوت الناس في ذلك ، فممّا لا شبهة فيه . والحفظ عند الدرس عندنا ، حاصل بالعادة من فعل الله تعالى ، وان كانت العادة متفاوتة فيه . فمن الناس من يحفظ بالدرس اليسير الكثير ، وفي الناس من لا يحفظ بالدرس الكثير الا القليل . فدل ذلك على ان العادة فيه متفاوتة كالتفاوت في العلم بالصنائع عند الممارسات . وليس ذلك كله من العقل ، ولا براجع اليه . فيتفاوت التكليف العقلي فيه بزيادته أو نقصانه . ( انتهى ) .
(۱) قوله ( وذكروا فيه أيضاً ) في القسم الذي يتوقف على شرط ، وغير واجب الحصول عنده .
(۲) قوله ( ونحن نبين ) سيبين ان العلم بمخبر الاخبار المتواترة على قسمين : ( أحدهما ) مكتسب . و ( الاخر ) متوقف فيه . ويجب حصوله في العاقل عند شرطه .
وقال
سيدنا الاجل المرتضى في جواب مسائل الحلبيات : قد اختلف في ان العلم بمخبر الاخبار من كمال العقل . فألحقه قوم بكمال العقل ، وأخرجه آخرون منه . وهذا الخلاف فرع على القطع ، على ان العلم بمخبر الاخبار