ونحو جهات القبلة وما يجرى مجراها (۱) فلا بد أن يذكر حده وحده ما قوى عند الظان كون المظنون على ما ظنه ، ويجوز مع ذلك كونه على خلافه (۲) .
_________________________
والا لكان كل مظنون واجب الاتباع بقرينة انه قال في الذريعة : اننا لو تمكنا من العلم بصدق الشهود ، لما جاز أن نعمل في صدقهم على الظن ( انتهى ) (۳) .
والاول اصوب لما مرّ من انه يجب على القاضي الحكم بشهادة عدلين ، وان كان نقيض ما شهدا به مظنوناً له بالتفرس .
(۱) قوله ( وما يجري مجراها ) ضابطه كما مر كل قضية لا تكون من مسائل الفقه ، وتصلح لان تكون صغرى لقياس ، تكون كبراه مسألة من مسائل الفقه ، وتسمى محل الحكم لاشتمالها على الاصغر الذي هو محل الاكبر ، الذي هو محل الحكم الشرعي .
(۲) قوله ( ما قوي عند الظان كون المظنون على ما ظنه ، ويجوز مع ذلك كونه على خلافه ) ( ما ) موصولة ، و ( قوي ) من باب علم ، و ( الظان ) قائم مقام العائد الى ( ما ) كأنه قال : ما قوي عند صاحبه . والمراد بـ ( المظنون ) المفعول الاول من مفعولي الظن و ( على ) هنا كما في قوله تعالى في سورة القصص : « عَلَى اسْتِحْيَاءٍ » (٤) وقوله تعالى في سورة النحل : « عَلَىٰ تَخَوُّفٍ » (٥) .
و ( ما ) هنا أيضاً موصولة ، والضمير المستتر في ( ما ظنه ) لـ ( الظان ) ، و البارز لـ ( المظنون ) والعائد الى ( ما ) محذوف ، والتقدير على ما ظنه عليه .
_________________________
(٣) الذريعة : ٢٥ .
(٤) القصص : ٢٥ .
(٥) النحل : ٤٧ .