ولذلك ألزمنا المجبرة أن لا يمكنهم الاستدلال بكلام الله تعالى من حيث جوزوا (۱) عليه القبائح كلها (۲) . وكذلك من لا يعلم ان النبي صلى الله عليه وآله صادق ، وانه لا يجوز عليه الكذب ، (۳) ولا التعمية ، والالغاز في الكلام ، لا يصح له أن يستدل بقوله صلى الله عليه واله وسلم على شيء من الاحكام .
_________________________
لمعاريض الكلام ، وملاحنه . وقد ألغز في كلامه يلغز الغازاً اذا ورى فيه ، وعرض ليخفى ، وانما أفردهما عن القبيح ، لان الكلام المشتمل عليهما ليس قبيحاً في نفسه ، بل لانضمام أمر عدمي اليه ، هو عدم القرينة الدالة على المراد فالقبيح المجموع المركب منهما بخلاف الكذب ، ولا ينافي الزام المجبرة عدم توقف دلالة المعجزة على صدق النبي ( صلوات الله عليه ) على العلم بعدم جواز القبيح عليه تعالى ، كما سنوضحه في ( فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى ) .
(۱) قوله ( من حيث جوزوا ) أي عقلا ، وان لم يجوزه بخبر النبي صلىاللهعليهوآله .
(۲) قوله ( القبائح كلها ) لا يقال : ليسوا قائلين بقبحها ، لانا نقول : المراد بالقبائح الكذب ، أو تصديق الكاذب بالمعجز ونحو ذلك . ولما كانت هذه الاشياء قبيحة عند أهل الحق ، عبر بالقبائح عنها والمقصود ذواتها .
(۳)
قوله ( وانه لا يجوز عليه الكذب ) وانما لم يقل لا يجوز عليه القبيح لعدم الدليل عليه في النبي صلىاللهعليهوآله
وعدم
الحاجة اليه أيضاً لانه مبلغ فقط . نعم المعجز دال على صدقه في نفس الاحكام الفقهية ، وهي التي بعث لتبليغها ، والدليل الدال على عصمته دال على عدم القبائح الشرعية عليه ، وقد يتوهم ان تجويز الكذب