الباب الأول
في بعض ما هداني الله جل جلاله إليه من المعقول
المقوي لما رويته في الاستخارة من المنقول
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس أيده الله تعالى اعلم أنني وجدت تدبير الله جل جلاله لمصالح عباده ما ليس هو على مرادهم بل هو على مراده وما ليس هو على الأسباب الظاهرة لهم في المكروه والمأمول بل هو لما يعلمه الله (١) جل جلاله من مصالحهم التي لا يعلمونها أو أكثرها إلا من جانبه جل جلاله ومن جانب الرسول صلىاللهعليهوآله ولو كان العقل كافيا في الاهتداء إلى تفضيل مصالحهم لما (٢) وجبت بعثة الأنبياء حتى أن في تدبير الله جل جلاله في مصالح الأنام ما يكاد ينفر منه كثير من أهل الإسلام.
فلما رأيت تدبيري ما هو على مرادي ولا على الأسباب الظاهرة في معرفتي واجتهادي وعرفت أنني لا أعرف جميع مصلحتي بعقلي وفطنتي ،
__________________
(١) لفظ الجلالة ليس في « ش » و « د ».
(٢) في « ش » و « م » : ما.