قال : فسله فيمن نزلت ( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) (١) وفيم نزلت ( وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ ) (٢) وفيم نزلت ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) (٣).
فأتاه الرجل وقال : وددت الذي أمرك بهذا واجهني به فأسائله ، ولكن سله ما العرش ومتى خلق وكيف هو؟ فانصرف الرجل الى أبي فقال له ما قال ، فقال : وهل أجابك في الآيات؟ قال : لا.
______________________________________________________
عمر الصنعاني اليماني له أصول رواها عنه حماد بن عيسى (٤).
وفي الفهرست : له أصل رواه عنه حماد بن عيسى ، وابن نهيك ، والقاسم بن اسماعيل القرشي جميعا (٥).
فاذن تضعيف ابن الغضائري ـ وهو أبو الحسن أحمد بن الحسين لا أبوه أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله ـ اياه لا يوجب ضعفه.
ولذلك قال العلامة : الاقوى قبول روايته (٦). ويعني بذلك صحة حديثه.
وما يقال : ان الجرح مقدم على التعديل لكونه شهادة بأمر وجودي ، بخلاف التعديل ، فقد أبطلناه في الرواشح السماوية (٧) بأن التعديل أيضا شهادة بأمر وجودي بناء على أن العدالة على التحقيق هي ملكة اجتناب الكبائر لا مجرد عدم ارتكابها.
وبالجملة هذا الحديث الشريف طريقه صحيح على الأصحّ ، ومسائل الغامضة من الحكمة منطوية في متنه.
__________________
(١) سورة الاسراء : ٧٢
(٢) سورة هود : ٣٤
(٣) سورة آل عمران : ٢٠٠
(٤) رجال الشيخ : ١٠٣
(٥) الفهرست : ٣٢
(٦) الخلاصة : ٦
(٧) الرواشح السماوية : ١٠٤