علي عليهالسلام قال : كان جابر يعلم قول الله عز وجل ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ ).
______________________________________________________
الشهيد قدس الله تعالى نفسه في شرح الارشاد في رواية الحسن بن محبوب عن أبي الربيع الشامي ، فيكون الطريق صحيا للإجماع على تصحيح ما يصح عن الحسن ابن محبوب ، فانما كان يستقيم لو لم يكن عبد العزيز العبدي محكوما عليه بالضعف ، كما الامر في أبي الربيع الشامي ، فليعرف.
قوله عليهالسلام : كان جابر يعلم قول الله جل وعز ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ ) (١)
الاية الكريمة منطوية في مطاوي بطونها الاشارة الى سلسلتي البدو والعود في نظام الوجود ومراتب الموجودات ، والموازات العقلية بين المراتب في الموجودات ، والموازات العقلية بين المراتب في السلسلتين ، وأن الله سبحانه هو المبدأ في سلسلة البدو ، والمعاد في سلسلة العود ، فهو مبتدء الوجود ومنتهاه ، ومبدء كل موجود ومعاده.
والاشارة الى برهان التناسب من السبيل اللمي على اثبات العقل في سلسلة البدو ، والى برهان التوازي من السبيل اللمي على تجرد النفس الناطقة العاقلة الانسانية في سلسلة العود ، وأن منزلة خاتم الانبياء في سلسلة العود منزلة العقل الاول في سلسلة البدو ، وأن وصي خاتم النبوة يتلوه في منزلته في السلسلة العودية ، كما العقل الاول يتلوه العقل الثانى في منزلته في السلسلة البدوية.
فلنشر الى هذه الاسرار اشارة اجمالية ثم نكرّ فنبين معنى الحديث ومغزاه
__________________
(١) لا يخفى جواز أن يكون المراد بذلك المعاد هو الرجعة في أوان ظهور قائم أهل البيت عليهمالسلام ، وأنه (ص) يعاد أيضا ، كما نطق به الاخبار ، فالبارى الحق تعالى مجده قد وعده (ص) بأن الذى يعنى البارى جل مجده فرض عليك القرآن يردك الى معاد ، وأن جابر كان يعلم تفسير ذلك فتدبر « سيد أحمد صهر المؤلف »