التهم ونقل أوليائه من دورهم الى دار الغربة ، وأخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر ، ويلعب بالكلاب ،
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر ويلعب بالكلاب
قال في مروج : وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وقرود وفهود ، ومنادمة على الشراب ، وعن يمينه ابن زياد وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق ، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة ، واستعملت الملاهي ، وأظهر الناس شرب الشراب.
وكان له قرد يكنى بأبي قيس يحضره مجلس منادمته ، ويطرح له متكأ ، وكان قردا خبيثا ، فكان يحمله على أتان وحشية قد ريضت وذللت لذلك بسرج ولجام ، ويسابق بها الخيل يوم الحلبة.
فجاء في بعض الايام سابقا فتناول القصبة ودخل الحجرة قبل الخيل ، وعلى أبي قيس قباء من الحرير الاحمر والاصفر مشمر وعلى رأسه قلنسوة من الحرير ذات ألوان بشقائق ، وعلى الاتان سرج من الحرير الاحمر منقوش ملون بأنواع من الالوان.
وعامله الذي استعمله على جيشه المبعوث من الشام الى المدينة قاتل في الموضع المعروف بالحرة خلقا من بني هاشم ، وسائر قريش وأنصار ، وغيرهم من خيار الناس وأفاضلهم وقتلهم.
وأخاف المدينة وألهبها وقتل أهلها وبايعهم على أنهم عبيدا ليزيد ، وسماها « نتنة » وقد سماها رسول الله « طيبة » وقال : من أخاف المدينة أخافه الله.
وليزيد وغيره من بني أمية أخبار عجيبة ومثالب كثيرة : من شرب الخمور ، وقتل ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولعن الوصي ، وهدم البيت واحراقه وسفك الدماء المحقونة ، والفسق والفجور ، وغير ذلك مما قد ورد فيه الوعيد باليأس من غفرانه ، كوروده فيمن جحد توحيده وخالف رسله انتهى ما في مروج الذهب (١).
__________________
(١) مروج الذهب ٣ / ٦٧ ـ ٧٢