وقلت فيما قلت « انظر لنفسك ولدينك ولأمة محمد واتق شق عصا هذه الامة وان تردهم الى فتنة » واني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الامة من ولايتك عليها ولا أعظم نظرا لنفسي ولديني ولأمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلينا أفضل من أن أجاهدك ، فان فعلت فانه قربة الى الله ، وان تركته فاني أستغفر الله لديني وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.
وقلت فيما قلت « أني ان أنكرتك تنكرني وان أكدك تكدني » فكدني ما بدا لك فاني أرجو أن لا يضرني كيدك فيّ ، وأن لا يكون عليّ أحد أضر منه على نفسك ، على أنك قد ركبت بجهلك وتحرصت علي نقض عهدك ، ولعمري ما وفيت بشرط.
ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والايمان والعهود والمواثيق ، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا ، ولم تفعل ذلك بهم الا لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقنا ، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم متّ قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا.
فأبشر يا معاوية بالقصاص وأستيقن بالحساب واعلم أن لله تعالى كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها ، وليس الله بناس لأخذك بالظنة وقتلك أوليائه على
______________________________________________________
في مسيره.
ويعني عليهالسلام بالرحلتين : رحلتي قريش بالشتاء والصيف ، للامتيار والاتجار ، كان لإشرافهم الرحلة في الشتاء الى اليمن وفي الصيف الى الشام ، فيمتارون ويتجرون وذلك قصارى جاههم وشرفهم.
فدين الإسلام وهو دين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ودين علي بن أبي طالب عليهالسلام علاهم وشرفهم ورفع قدرهم وأعلا منزلتهم ، وجعل الله سبحانه استقرار ذلك منوطا بسيف علي عليهالسلام ، ولذلك كان ضربة علي عليهالسلام يوم الخندق توازي عمل الثقلين وأفضل من عبادة الجن والانس وأفضل من عمل الثقلين على اختلاف الروايات.