الحسن بن موسى ، عن زرارة ، قال : قدم ابو عبد الله مكة ، فسأل عن عبد الملك ابن أعين؟ فقال : مات؟ قيل نعم فقال : لا ولكن صلى هاهنا ، ورفع يديه ودعا له واجتهد في الدعاء وترحم عليه.
______________________________________________________
والصدوق أبو جعفر بن بابويه ـ رضوان الله تعالى عليه ـ في مسندة كتاب من لا يحضره الفقيه في ذكر أسناده عن عبد الملك بن أعين قال : وكنيته أبو ضريس وزار الصادق عليهالسلام قبره بالمدينة مع أصحابه (١). وذلك أدل دليل على علو مرتبته وارتفاع منزلته فليعرف.
قوله : قال قدم أبو عبد الله مكة
قلت : الظاهر أن لفظة « من » سقطت هاهنا من قلم الناسخ ، فان عبد الملك بن أعين مات بالمدينة وقبره هناك وأبو عبد الله عليهالسلام لما قدم من مكة زار قبره بالمدينة مع أصحابه ، كما قد نقلناه عن الصدوق في مسندة الفقيه فليعلم.
قوله : فقال لا ، ولكن صلى هاهنا
ولكن صلى اما أنه تتمة كلام الامام عليهالسلام ، ورفع يده أول كلام زرارة ، وصلى بمعنى تلا السابق في السابقة : وهو مأخوذ من الصلا بالفتح والقصر أي الظهر من الانسان.
أو من كل ذي أربع ، أو ما انحدر من الوركين ، أو ما عن يمين الذئب وشماله ، وهما صلوان ، والمصلي تالي السابق مطلقا.
أو في الفرس على الحقيقة ، وفي الانسان على الاستعارة ، يقال : صلى الفرس المصلى ، وهو الذي يتلو السابق ، لان رأسه عند صلا الفرس الاول.
يعني عليهالسلام أن عبد الملك بن أعين لم يمت ، بل هو من الاحياء المرزوقين الفرحين عند ربهم رزقا قدسيا روحانيا ، وفرحا أبديا عقلانيا ، ولكنه بموته الظاهري
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٩٧