أما والله لو وليتموها عليّا لا كلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم ، فابشروا
______________________________________________________
والصعوبة ، أو في الكيفية والصفة ، أو في المنزلة والمرتبة طبق ، أو هو جمع طبقة وهي المرتبة من مراتب الشيء ، يقال : الناس على طبقات أي على منازل ودرجات بعضها أرفع من بعض.
ومحل « عن طبق » النصب على أنه صفة لطبقا أي طبقا مجاوز الطبق ، أو حال من ضمير الجمع في لتركبن طبقا. أي مجاوزين لطبق.
فالمعنى : لتركبن طبقا عن طبق أي منزلة بعد منزلة ، أو حالا بعد حال في الحيص والحيود عن سواء السبيل ، أو أحوالا مختلفة هي طبقات ومراتب في الزيغ والعدول عن سبيل الحق ، وأن ذلك الا سنة بني اسرائيل من قبل ، أو لتركبن سنة بني اسرائيل في الزيغ والحيود طبقا عن طبق أي منزلة بعد منزلة ومرتبة بعد مرتبة ، أو طرقا متباينة وطبقات شتى هي مراتب مترتبة وأحوال مختلفة تحذونها حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة.
وقد استفاضت رواية الحديث على هذا الطريق في أصول العامة والخاصة (١).
و « القذة » بضم القاف واعجام الذال المشددة احدى رياش السهم والجمع قذذ
قال في الاساس : قذ الريش بالمقذ حذف أطرافه ، ومنه القذة الريشة المقذوذة يقال : حذو القذة بالقذة ، وألزق القذذ بالسهم ورجل مقذوذ الشعر مقصص حوالي قصاصه كله (٢).
قوله رضى الله تعالى عنه : اما والله لو وليتموها عليا لا كلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم
أما بالفتح والتخفيف كلمة تنبيه وتحقيق وتأكيد وتسجيل ، ولو ولّيتموها أي
__________________
(١) رواه في الكشاف : ١ / ٦١٦ ، ورواه أيضا العلامة المجلسى في البحار عن صحيح الترمذى : ٢٨ / ٣٠ وأيضا السيد ابن طاوس في الطرائف ، ٣٨٠
(٢) أساس البلاغة : ٤٩٧