والناووسيّة (١) والممطورة (٢) في أبي عبد الله وأبي الحسن موسى عليهماالسلام ، وخلّدها المحدّثون من الشيعة في أصولهم المؤلّفة في أيّام السيّدين الباقر والصادق عليهماالسلام ، وآثروها عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام واحدا بعد واحد ، صحّ بذلك القول في إمامة صاحب الزمان عليهالسلام بوجود هذه الصفة له ، والغيبة المذكورة في دلائله وإعلام إمامته ، وليس يمكن لأحد دفع ذلك.
ومن جملة ثقات المحدّثين والمصنّفين من الشيعة : الحسن بن محبوب الزرّاد ، وقد صنّف كتاب المشيخة الذي هو في أصول الشيعة أشهر من كتاب المزني وأمثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة ، فذكر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة ، فوافق الخبر الخبر ، وحصل كلّ ما تضمّنه الخبر بلا اختلاف.
__________________
١ : ١٤٧.
(١) الناووسية : يزعم أصحاب هذه الفرقة أنّ الامام الصادق عليهالسلام لم يمت ، وأنه سيظهر بعد لاحياء الحق وإماتة الباطل ، وأنّه هو الامام المهدي المنتظر.
وقيل : أنّهم اتباع رجل يقال له ناووس ، أو عجلان بن ناووس.
وقيل : أنّهم ينسبون إلى قرية ناووسا.
انظر : فرق الشيعة للنوبختي : ٦٧ ، الملل والنحل ١ : ١٦٦ ، الشيعة بين الاشاعرة والمعتزلة : ٧٧.
(٢) الممطورة : هم من الواقفين على الامام موسى بن جعفر عليهالسلام ، والذاهبين إلى أنّه عليهالسلام لم يمت ، وأنّه هو المهدي الذي يخرج لإقامة العدل وإماتة البدع والأهواء ، وأنّ الأئمة عليهمالسلام من بعده ليسوا إلاّ خلفاء له لا أئمة ، ينوبون عنه حتى ظهوره.
وسموا بذلك الاسم من خلال جدال قام بين علي بن إسماعيل وبينهم حتى قال لهم بعد ان اشتد الجدال فيما بينهم : ما أنتم إلاّ كلاب ممطورة. أي أنّهم أنتن من جيف ؛ لأنّ الكلاب إذا أصابها المطر تنبعث منها رائحة نتنة.
انظر : فرق الشيعة : ٨١ ، الملل والنحل ١ : ١٦٩.