السنة التي قامت فيها الجمهورية الفرنسية وانتهى بذلك عهد النظام الملكي الذي كان سائداً ( وهو أمر سبقت الإشارة إليه بشيء من التوسع ) ، كما أنها السنة التي يمكن اعتبارها نهاية عهد السيطرة الكنيسة على الدولة وسياستها في فرنسا وفي بقية دول العالم المسيحي فيما بعد ، وهذا هو وجه الأهمية الذي جعل نوستردامس يولي لهذا التأريخ عناية خاصة فيذكره بالتحديد ، ومن نفس المنطلقات نراه في هذه الرباعية وهو يذكر تأريخاً محدداً جداً إلى درجة أنه يعيّن حتى الشهر الذي يتوقع فيه لهذا الحدث الهائل أن يحصل ، أي أن الحدث إنما يكتسب أهمية لدي نوستردامس من مقدار تأثيره على سلطة وهيبة الكنيسة الكاثوليكية من ناحية وسيادة فرنسا والغرب من ناحية ثانية ، فكما كان للثورة الفرنسية من آثار واسعة على العالم الغربي فكذلك سيكون للثورة العالمية القادمة من الآثار على الغرب وعلى العالم ما سيرسم له ملامح جديدة تماماً.