سينتهي إلى الإنسان ، فمن أجل أن تغيّر العالم يجب أن نعرف أولاّ ماذا نريد أن يكون عليه العالم ، أي ما هو العالم الذي نهدف إلى تحقيقه ، أي ما هو هدف حركتنا ، وهو أمر يبدأ في عالم الفكر وبالذات في التصور أو في التصوير. إطلق خيالك من كل القيود التي تمسكه ، هذه القيود قد تكون أحكام على نفسك وعلى قومك وعلى مجتمعك أمنت بها نتيجة بعض التراكمات من أشياء سمعتها أو رأيتها أو تسرّبت إليك من فلم شاهدته أو مقالة قرأتها ثم جعلتها من المسلّمات التي لا تقبل الخطأ ، أنها قد تكون تصورات عن نفسك بالنقص والدونية وبعدم الكفاءة وبضعف الحول والقوة ، أنها قد تكون تصورات عن العالم الغربي « المتمدّن » تراه فيها ضخماً إلى درجة هائلة وقوياً إلى درجة مرعبة وأنه لا يقبل الهزيمة أو الدفع ، إنها قد تكون صورة ترى فيها نفسك أو ترى فيها قومك في مقابل الرجل الغربي وقومه وتكون أنت وقومك فيها صغاراً ضعافاً بلا حول ولا قوة أمام قوم ضخام الأجسام والعقول يفيضون قوة وحيوية وجبروتاً وترى فيها نفسكَّ غير قادر على شيء ، غير قادر على الأخذ بالثأر لنفسك أو للانتقام للجياع والمظلومين والمحرومين أو للأخذ بحقك وانتزاعه من أيديهم. هذه وغيرها من الصور التي نتبناها ونؤمن بها ونجدها جزءاً لا يتجزأ من طريقة حكمنا على الأشياء ومن توقعاتنا من