الإنشاء ، والترسّل والفرائض. ودونها القراءات ، ولم آخذها عن شيخ. وأما علم الحساب فهو أعسر شيء عليّ ، وأبعده عن ذهني ، وإذا نظرت إلى مسألة تتعلق به فكأنما أحاول جبلا أحمله.
وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد الله تعالى ، أقول ذلك تحدثا بنعمة الله عليّ لا فخرا.
وأما مشايخي في الرواية سماعا وإجازة فكثير ، وعدّتهم نحو مائة وخمسين » اهـ.
وأما كتبه فقد أحصى السيوطي منها نحو من ثلاثمائة في التفسير وتعلقاته والقراءات ، والحديث وتعلقاته ، والفقه وتعلقاته ، وفن العربية وتعلقاته ، وفن الأصول ، والبيان ، وفن التاريخ والأدب ، والأجزاء المفردة ، ما بين كبير في مجلد أو مجلدات ، وصغير في كراريس ، وقد ذكر تلميذه « الداودي المالكي » أنها أنافت على خمسمائة مؤلف. وقال « ابن إياس » في تاريخه [ حوادث سنة ٩١١ ه ] إنها بلغت ستمائة مؤلف.
وظل السيوطي طوال حياته شغوفا بالدرس ، مشتغلا بالعلم ، يتلقاه عن شيوخه أو يبذله لتلاميذه ، أو يذيعه فتيا ، أو يحرره في الكتب والأسفار.
وكان رحمهالله تعالى في حياته الخاصة على أحسن ما يكون عليه العلماء ، ورجال الفضل ، عفيفا ، كريما ، غنيّ النفس ، متباعدا عن ذوي الجاه والسلطان ، قانعا برزقه ، وكان الأمراء والوزراء يأتون لزيارته ويعرضون عليه عطاياهم فيردها ، وظل كذلك حتى توفاه الله تعالى في يوم الخميس تاسع شهر جمادى الأولى سنة أحد عشر وتسعمائة هـ.
رحم الله السيوطي رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.