رقم الترجمة / ١٣
« أحمد بن حجر العسقلانيّ » (١) ت ٨٥٢ هـ
هو : أحمد بن علي بن محمد بن أحمد أبو الفضل العسقلاني القاهري الشافعي ، المعروف بابن حجر ، وهو لقب لبعض آبائه ، الحافظ الكبير الإمام الشهير المنفرد بمعرفة الحديث وعلله في الأزمنة المتأخّرة.
ولد بمصر على ضفاف النيل في ثاني عشر شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ، وماتت أمه قبل ذلك ، فنشأ يتيما محروما من حنان الأب ، وعطف الأم ، فربّي في كنف أحد أوصيائه « الزكيّ الخروبيّ » ودخل الكتّاب وله خمس سنين ، وحفظ القرآن وله تسع سنين ، وحباه الله بفضله ، فكان له ذكاء نادر ، وسرعة بديهة ، فيحكى أنه حفظ « سورة مريم » في يوم واحد ، وكان يحفظ الصحيفة من « كتاب الحاوي » من مرتين : الأولى تصحيحا ، والثانية قراءة في نفسه ، ثم يعرضها حفظا في المرّة الثالثة ، كما حفظ ألفية الحديث للعراقي ، ومختصر ابن الحاجب في أصول الفقه.
أخذ « أحمد بن حجر العسقلاني » سائر علومه عن مشاهير علماء عصره ، إذ أدرك من الشيوخ جماعة كل واحد رأس في فنّه الذي اشتهر به. فالشيخ « التنوخي » في علم القراءات ، و « العراقي » في الحديث ، و « البلقيني » في سعة الحفظ وكثرة الاطلاع ، و « ابن الملقّن » في كثرة التصانيف و « المجد » صاحب القاموس في حفظ اللغة ، و « العزّ بن جماعة » في تفننه في علوم كثيرة ، بحيث كان يقول : أنا أقرأ في خمسة عشر علما لا يعرف علماء عصري أسماءها.
وقد منّ الله تعالى على « ابن حجر » فحجّ في أواخر سنة أربع وثمانين وسبعمائة ، وجاور بمكة المكرمة في السنة التي بعدها ، وكان وصيّه « الزكيّ
__________________
(١) انظر ترجمته في البدر الطالع ج ١ ، ص ٨٧ ، ورقم الترجمة ٥١.