الحسن بن يونس ، والحسن بن داود النقار » قال عنه « أبو علي البغدادي » : كان محمد بن جعفر من جلة أهل العربية ، ومن أهل الحديث متقنا ، فاضلا ، وقال « أبو عبد الله الحافظ » : عمّر دهرا طويلا وانتهى إليه علوّ الإسناد. اهـ.
وقد روى القراءة عنه عرضا : « الحسن بن محمد البغدادي ، وأبو علي غلام الهرّاس ، وأبو علي العطار ». وحدث عنه « أبو القاسم عبيد الله الأزهر ». توفي « محمد جعفر » سنة ٤٠٢ هـ.
من شيوخ « أبي علي البغدادي » : محمد بن المظفر بن علي بن حرب أبو بكر الدينوري ، بكسر الدال المهملة ، وسكون الياء ، وفتح النون والراء ، وهي نسبة إلى « الدّينور » وهي بلدة من بلاد الجبل. كان بها جماعة من العلماء المحدثين ، والمشايخ المشاهير.
وهو شيخ « الدينور » وإمام جامعها المشهور ، قدم إليها وأقرأ بها بعيد الأربعمائة ، وكان مقرئا حاذقا ، قرأ على : الحسن بن محمد بن حبش الدينوري وتتلمذ عليه الكثيرون منهم : « أبو علي غلام الهرّاس ، وعلي بن محمد الخياط ، والحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي ، ونصر بن عبد العزيز الفارسي » وآخرون.
ثم تصدر الحسن أبو علي البغدادي » لتعليم القرآن الكريم ، واشتهر بالثقة وصحة الضبط ، وجودة القراءة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه. ومن الذين أخذوا عنه القراءة : يوسف بن علي بن جبارة بن محمد ابو القاسم الهذلي الأستاذ الكبير والعالم الشهير. ولد في حدود التسعين وثلاثمائة ، وطاف البلاد في طلب القراءات ، قال في كتابه « الكامل » : فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا ، من آخر المغرب إلى باب فرغانة ، يمينا وشمالا ، وجبلا وبحرا ، ولو علمت أحدا تقدّم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته ، وألفت هذا الكتاب فجعلته جامعا للطرق المتلوة ،