وقال عنه « السبكي » : « أبو حيان شيخ النحاة ، البحر الذي لم يعرف الجزر بل المدّ ، يقصد من كل فجر. طلعت شمسه من مغربها ، اتفق أهل العصر على تقديمه ، وإمامته ، ونشأت أولادهم على حفظ مختصراته ، وآباؤهم على النظر في مبسوطاته ، وضربت الأمثال باسمه مع صدق اللهجة ، وكثرة الاتقان والتحري » اهـ.
وقال الحافظ الذهبي : « أبو حيان مع براعته الكاملة في العربية له يد الطولى في الفقه ، والآثار ، والقراءات ، وله مصنفات في القراءات والفقه ، والآثار ، وهو مفخرة أهل مصر في وقتنا في العلم ، تخرج به عدة أئمة » اهـ.
وقد امتدحه « مجيز الدين عمر بن الملطي » بقصيدة أولها :
يا شيخ أهل الأدب الباهر |
|
من ناظم يلفى ومن ناصر |
ومدحه « نجم الدين يحيى الإسكندري » بقصيدة أولها :
ضيف ألم بنا من أبرع الناس |
|
لا ناقض عهد أيامي ولا ناسي |
عار من الكبر والأدناس ذو شرف |
|
لكنه من سرابيل العلا كاس |
ومدحه بهاء الدين محمد شهاب بقصيدة أولها :
إن الأثير أبا حيان أحيانا |
|
بنشره طيّ علم مات أحيانا |
وقد احتلّ « أبو حيان » الكثير من المناصب العلمية الكثيرة منها : أنه عيّن مدرسا للنحو في جامع الحاكم سنة ٧٠٤ هـ. وفي سنة ٧١٠ هـ. عين مدرسا للتفسير في قبة السلطان الملك المنصور في عهد السلطان القاهر الملك الناصر.
كما تولى منصب الإقراء بجامع الأقمر ، ودرّس التفسير بالجامع الطولوني ، ثم أضيف إليه مشيخة الحديث بالقبة المنصورية ، فباشر هذه الوظائف كلها حتى مات.