يقبل ممن يقرأ عليه برّا ، كما كان لا يأخذ على الإمامة رزقا ، وكان يقتات من أرض له « بداريا » ويحمل ما يحتاج إليه من الحنطة فيخرج بنفسه إلى « الطاحون » ويطحنه ، ويعجنه ، ويخبزه » (١).
وقال عنه « الكتاني » : كان ثقة ، انتهت إليه الرئاسة في قراءة « الشاميين ». توفي في جمادى الأولى سنة اثنين وأربعمائة وهو في عمر التسعين.
ومن شيوخ « رشأ بن نظيف » : محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال ، أبو بكر السلمي الجبني ، شيخ القراء بدمشق ، أخذ القراءة عرضا عن أبيه ، وعليّ بن الحسين ، وابن الأخرم ، وجعفر بن أبي داود ، وأحمد بن عثمان السباك ، والحسين بن محمد بن عليّ بن عتّاب ، ومحمد بن أحمد بن عتاب ».
وأخذ عنه القراءة عرضا : « عليّ بن الحسن الربعي ، ومحمد بن الحسن الشيرازي ، وأحمد بن محمد بن يزده الأصبهاني ، ورشأ بن نظيف ، والكارزيني ، وأبو علي الأهوازي ».
قال عنه تلميذه « أبو علي الأهوازي » : ما رأيت بدمشق مثل « أبي بكر السلمي » إماما في القراءة ، ضابطا للرواية ، قيّما بوجوه القراءات ، يعرف صدرا من التفسير ، ومعاني القراءات ، قرأ على سبعة من أصحاب « الأخفش » له منزلة في الفضل ، والعلم ، والأمانة ، والورع ، والدين ، والتقشف ، والصيانة » (٢) توفي سنة سبع وأربعمائة بدمشق ، وقد جاوز الثمانين.
وأخذ « رشأ بن نظيف » حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « عبد الوهاب الكلابي ، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب ، وأبو الفتح بن سيبخت ، والحسن بن إسماعيل الضرّاب ، وأبو عمر بن مهدي الفارسي ».
__________________
(١) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٥٤٢.
(٢) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ، ص ٨٥.