مدّة ، ثم خرج إلى « طنجة » ثم رجع إلى الأندلس فمات برندة (١).
أخذ « عبد الله بن سهل » القراءة عن عدد من العلماء وفي مقدمتهم : « أبو عمرو الداني ، وعبد الباقي بن فارس » وقرأ القراءات على « أبي عمر الطلمنكي ، ومكي بن أبي طالب القيسي ».
ثم جلس لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة والحفظ ، والأمانة ، وأقبل عليه الطلاب ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة : « عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع ». توفي « عبد الله بن سهل » « برندة » سنة ثمانين وأربعمائة.
ومن تلاميذ « عبد الباقي بن فارس » في القراءة : « محمد بن عبد الله بن مسبّح بن عبد الرحمن أبو عبد الله الفضّي المصري ، وهو من أئمة القراءة المشهورين بالثقة وكثرة الروايات. أخذ القراءة عن مشاهير العلماء وفي مقدمتهم : « عبد الباقي بن فارس » وروى كتاب « الروضة » للمالكي سماعا عن « أبي الحسن علي بن حميد الواعظ ، وإبراهيم بن إسماعيل بن غالب الخياط » وقرأ على « أبي معشر الطبري » بكتابه « سوق العروس ».
ثم جلس « محمد بن المسبّح » لتعليم القراءات ، واشتهر بالثقة والأمانة ، وكثرة الروايات ، وأقبل عليه الطلاب ، يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « الشريف أبو الفتوح ناصر بن الحسن ، وزيد بن شافع اللخمي » وآخرون. قال « ابن الجزري » : لا أدري متى توفي « محمد بن المسبّح » إلا أنه لم يصل إلى العشرين وخمسمائة.
وبعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، وحروف القراءات توفي « عبد الباقي بن فارس » في حدود الخمسين وأربعمائة.
رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٢٢.