سالم أو أبو عبد الله الأبيّ الأندلسي » ، دخل الأندلس في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وهو من خيرة القراء ، المشهود لهم بالثقة ، والأمانة ، وصحة الإسناد ، قال عنه « الإمام الذهبي » : وكان ذكيّا ، حافظا.
أخذ « محمد بن سليمان » القراءة عن عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم :
« أبو أحمد عبد الله بن الحسين السامري ».
وبعد أن أصبح أهلا للتدريس ، وتعليم كتاب الله تعالى ، جلس لذلك ، واشتهر بالثقة ، وجودة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « عبد الله بن سهل ».
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « محمد بن سليمان ».
ومن شيوخ « عبد الله بن سهل » في القراءة : « محمد بن سفيان أبو عبد الله القيرواني المالكي » ، وهو من مشاهير القراء ، ومن العلماء المؤلفين ، وهو صاحب كتاب « الهادي » في القراءات ، وهو من المشهود لهم بالثقة ، وصحة الإسناد ، رحل إلى « مصر » من أجل الأخذ عن شيوخها ، فقرأ على « إسماعيل ابن محمد المهري » برواية « ورش » عن نافع. وعرض الروايات على « أبي الطيب ابن غلبون » رحل إليه قبل سنة ثمانين وثلاثمائة ، ثم عاد من « مصر ».
احتلّ « محمد بن سفيان » مكانة سامية ، مما جعل العلماء يثنون عليه ، يقول « الحافظ الذهبي » : سمع معنا « محمد بن سفيان » على الشيخ « أبي الحسن عليّ ابن محمد بن خلف الفقيه ، القابسي ».
وكان ذا فهم ، وحفظ ، وستر ، وعفاف ، خرج من « القيروان » لأداء فريضة الحج سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، فحج ، وجاور بمكة ، ثم أتى المدينة