ومن شيوخ « عبد الله بن شبيب » في القراءة : « الفضل بن محمد بن عبد الله ، أبو القاسم العطّار البغدادي » ، وهو إمام ثقة ، ضابط ، قارئ ، مشهور ، أخذ القراءة عن عدد من العلماء وفي مقدمتهم : « أبو القاسم زيد بن أبي بلال ».
ثم تصدر لتعليم القرآن ، وفي مقدمة من قرأ عليه : « أبو المظفر عبد الله بن شبيب بن عبد الله الأصبهاني ». كما أخذ « عبد الله بن شبيب » حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عن خيرة العلماء ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « وحدّث عن جدّه : « أبي بكر محمد بن يحيى ، والحافظ أبي عبد الله بن منده » (١).
وبعد أن اكتملت مواهب « عبد الله بن شبيب » جلس لتعليم القرآن ، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « يوسف بن علي بن جبارة بن محمد ابو القاسم الهذلي » ، وهو أستاذ كبير ، ثقة ، ضابط اشتهر بكثرة الترحال للأخذ عن الشيوخ ، فطاف البلاد في طلب القراءات ، وجملة من أخذ عنهم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا ، من آخر المغرب إلى باب فرغانة.
وكان « أبو القاسم الهذلي » من المؤلفين ، فقد ألف كتاب « الكامل ، والوجيز ، والهادي » واستفاد المسلمون من مصنفاته.
أخذ « أبو القاسم الهذلي » القراءات القرآنية عن عدد كبير من مشاهير القراء ، اذكر منهم : « أحمد بن عليّ بن هاشم ، واحمد بن نفيس ».
وبعد أن اكتملت مواهب « أبي القاسم الهذلي » تصدر لتعليم القرآن ، واشتهر بين الناس بالثقة ، والحفظ ، وجودة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان ، وكما كثرت شيوخه كثر ايضا طلابه وفي مقدمتهم : « أبو بكر بن محمد بن زكريا الأصبهاني ، وقرأ عليه بمضمّن كتابه « الكامل » وسمعه منه
__________________
(١) انظر : معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢٣.