ثم يستطرد « الشوكاني » قائلا : وكثيرا ما يشكل عليّ شيء في الكتاب العزيز فأرجع إلى مطولات التفسير ، ومختصراتها ، فلا أجد ما يشفي ، وأرجع الى هذا الكتاب فأجد ما يفيد في الغالب (١).
وقد رحل « إبراهيم بن عمر » إلى الحجاز فأدّى فريضة الحج ، ثم عاد إلى « القاهرة » وجلس للتعليم ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ويتتلمذون عليه في شتى الفنون. ثم عاد إلى « دمشق » بعد حياة حافلة بطلب العلم ، والتعليم والتصنيف فوافاه الأجل المحتوم وتوفي ليلة السبت ثامن عشر رجب سنة خمس وثمانين وثمانمائة ، ودفن خارج « دمشق » من جهة قبر عاتكة.
وتذكر لنا كتب التاريخ أن « إبراهيم بن عمر » رثى نفسه في حياته فقال :
نعم انني عما قريب لميت |
|
ومن ذا الذي يبقى على الحدثان |
كأنك بي أنعى عليك وعندها |
|
ترى خيرا صمّت له الأذنان |
فلا حسد يبقى لديك ولا قلى |
|
فينطق في مدحي بأيّ معان |
وتنظر أوصافي فتعلم أنها |
|
علت عن مدان في أعزّ مكان |
فكم من عزيز بي بذل جماحه |
|
ويطمع فيه ذو شقا وهوان |
فيا ربّ من تفجأ بهول يودّه |
|
ولو كنت موجودا لديه دعاني |
رحم الله « إبراهيم بن عمر » وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر البدر الطالع ج ١ ، ص ٢٠.