القراءات وكان من القراء الثقات.
وقد رحل الإمام الداني في سبيل طلب العلم إلى كثير من الأقطار فبعد أن حفظ القرآن ، وتلقى القراءات على شيوخ بلده ، وكان عمره حينئذ ستا وعشرين سنة قرر الرحلة إلى المشرق حيث ينابيع العلم الأصيلة التي كانت تجذب أنظار الأندلسيين نحو المشرق ، وذلك للاستكثار من الروايات ، ووجوه القراءات ، فارتحل من « الأندلس » واتجه نحو « القيروان » في « تونس » ومكث بها أربعة أشهر ، ولقي جماعة من العلماء ، وكتب عنهم ، منهم « أبو الحسن القابسي ».
ثم توجه نحو « مصر » ودخلها في اليوم الثاني من عيد الفطر سنة سبع وتسعين وثلاثمائة من الهجرة ، ومكث بها حتى نهاية العام الثاني. وقد تلقى في « مصر » القراءات ، والحديث ، والفقه عن أئمة من المصريين والبغداديين ، والشاميين منهم : « فارس بن أحمد ، وطاهر بن غلبون ».
ثم توجه إلى مكة المكرمة سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. وحج بيت الله الحرام ، وقرأ القرآن ، والحديث على « أبي العباس أحمد بن البخاري » وغيره.
ثم عاد إلى « مصر » ومكث بها شهرا ، ثم ارتحل إلى المغرب ومكث بالقيروان أشهرا ، ثم عاد إلى الأندلس.
تصدر الإمام الداني لتعليم القرآن الكريم ، وعلومه ، واشتهر بالثقة والضبط ، وصحة الرواية ، وسعة العلم ، فأقبل عليه طلاب العلم من كل مكان ، وتتلمذ عليه الجم الغفير منهم :
١ ـ خلف بن إبراهيم أبو القاسم الطليطلي.
٢ ـ وخلف بن محمد بن خلف أبو القاسم الأنصاري.
٣ ـ ومحمد بن أحمد بن رزق بن الفصيح التجيبي الأندلسي.