تصدّر « أبو القاسم الحسيني » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، والحفظ ، وجودة القراءة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه وتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي مقدمتهم : « يوسف بن عليّ بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة ، أبو القاسم الهذلي اليشكري » الأستاذ الكبير الرحال ، والعلم الشهير الجوّال ، طاف البلاد في طلب القراءات ، يقول « الإمام ابن الجزري » : لا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته ، ولا لقي من لقي من الشيوخ ، قال الهذلي في كتابه « الكامل » : فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا من آخر المغرب إلى باب « فرغانة » يمينا وشمالا وجبلا وبحرا ، ولو علمت أحدا تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته ، ثم قال : وألفت هذا الكتاب ـ أي الكامل ـ فجعلته جامعا للطرق المتلوة ، والقراءات المعروفة ، ونسخت به مصنفاتي كالوجيز والهادي ».
وكان قد قرره الوزير نظام الدين في مدرسته بنيسابور فقعد سنين وأفاد ، وكان مقدما في النحو والصرف ، وعلل القراءات ، وكان يحضر مجلس « أبي القاسم القشيري » ويأخذ منه الأصول ، وكان « القشيري » يراجعه في مسائل النحو والقراءات ، ويستفيد منه. ت ٤٦٥ هـ.
ومن تلاميذ « أبي القاسم الحسيني » : عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي أبو معشر الطبري القطان الشافعي ، شيخ أهل مكة ، إمام عارف محقق أستاذ ثقة ، صالح ، ألف كتاب « التلخيص في القراءات الثمان » ، وكتاب « سوق العروس » فيه ألف وخمسمائة رواية وطريق ، وكتاب « الدرر » في التفسير ، وكتاب « الرشاد » في شرح القراءات الشاذة ، وكتاب « عنوان المسائل » وكتاب « طبقات القراء » وكتاب « العدد » ت ٤٧٨ هـ.
ومن تلاميذ « أبي القاسم الحسيني » : أحمد بن الفتح بن عبد الجبار ، أبو العباس الموصلي ، نزيل نهر الملك ت ٤٨٤ هـ.