الشام ، والاسكندرية.
احتل « قاسم بن قطلوبغا » مكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول « شمس الدين السخاوي » : « ونظر في كتب الأدب ودواوين الشعر فحفظ منها شيئا كثيرا ، وعرف بقوة الحافظة والذكاء ، وأشير إليه بالعلم ، وأذن له غير واحد بالافتاء والتدريس ، ووصفه « ابن الديري » بالشيخ العالم الذكيّ ، وشيخنا بالإمام العلامة المحدث ، الفقيه الحافظ ».
ثم يمضي « السخاوي » في الثناء عليه فيقول : « وتصدى للتدريس والإفتاء ، قديما ، وأخذ عنه الفضلاء في فنون كثيرة ، واسمع من لفظه جامع مسانيد أبي حنيفة ، المشار إليه بمجلس « الناصر بن الظاهر جقمق » بروايته له عن « التاج النعماني ».
وقال « السخاوي » : وترجمه الزين رضوان في بعض مجاميعه بقوله : « هو من حذّاق الحنفية ، كتب الفوائد واستفادوا وأفاد » (١).
وقال « الإمام الشوكاني » : وحفظ القرآن ، وكتبا عرض بعضها على « العز ابن جماعة » ثم أقبل على الاشتغال على جماعة من علماء عصره ، كالعلاء البخاري ، وابن الهمّام ، وقرأ في غالب الفنون ، وتصدر للتدريس ، والإفتاء ، وأخذ عنه الفضلاء في فنون كثيرة ، وصار المشار إليه ، في الحنفية ، ولم يخلّف بعده مثله ، وله مؤلفات منها :
« شرح منظومة ابن الجزري » في مجلدين ، وحاشية شرح الألفية للعراقي وشرح النخبة لابن حجر ، وخرّج أحاديث عوارف المعارف للسهروردي وكذلك خرّج أحاديث البزدوي في أصول الفقه ، وخرج أحاديث تفسير أبي الليث ، والأربعين في اصول الدين ، وجواهر القرآن ، وبداية الهداية وإتحاف
__________________
(١) انظر الضوء اللامع ج ٦ ، ص ١٨٥.