حسان » ثم رغب عنه بعد ذلك لسبط شيخنا ، وقرره « جانبك الجدّاوي » في مشيخة مدرسته التي أنشأها بباب القرافة ، ثم صرفه وقرّر فيها غيره ، ولكنه كان قبل ذلك ربما تفقده الأعيان ، والأمراء ونحوهم فيسارع إلى إنفاق ما يأخذه منهم ثم يعود إلى حالته مع كثرة عياله. ولما استقر رفيقه « السيف الحنفي » في مشيخة المؤيديّة ، عرض عليه السكنى بقاعتها لعلمه بضيق منزله ، أو تكلفه الصعود إليه لكونه بالدور الأعلى من ربع « الخوندار » فما وافق.
ولما استقر « الشمس الأمشاطي » في قضاء الحنفية رتب له في كل شهر ثمانمائة درهم لمزيد اختصاصه به ، وتقدم صحبته معه.
وعظم انتفاع « الشرف المناوي » به ، وكذا « البدر بن الصواف » في كثير من مقاصدهما.
ثم يقول « شمس الدين السخاوي » : وقد صحبته قديما ، وسمعت منه مع ولدي « المسلسل » بسماعه له على « الواسطي » وكتبت عنه من نظمه وفوائده أشياء ، بل قرأت عليه شرح ألفية العراقي.
ثم يقول « السخاوي » : وقد ذكره « المقريزي » في عقوده ، فقال : وبرع في فنون من فقه ، وعربية ، وحديث وغير ذلك ، وكتب مصنفات عديدة (١).
ظلّ « قاسم بن قطلوبغا » في عمل مستمر وحياة حافلة بالعلم تدريسا وتصنيفا ، حتى توفاه الله تعالى في ليلة الخميس رابع ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وثمانمائة.
رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر الضوء اللامع ج ٦ ، ص ١٨٧ فما بعدها.