أثنى عليه الكثيرون من العلماء ، وفي هذا يقول « أبو سعيد بن السمعاني » :
« كان مقرئا ، فاضلا ، كثير التصانيف ، حسن السيرة ، متعبّدا ، حسن العيش قانعا باليسير ، يقرئ أكثر أوقاته ، ويروي الحديث » اهـ (١).
وقال « عبد الغافر الفارسي » : كان ثقة جوّالا ، إماما في القراءات ، أوحد في طريقته ، وهو ثقة ، ورع ، عارف بالقراءات ، والروايات ، عالم بالأدب ، والنحو ، أكبر من أن يدلّ عليه مثلي ، وهو أشهر من الشمس ، وأضوأ من القمر ، ذو فنون من العلم » اهـ (٢).
رحل « عبد الرحمن بن أحمد » إلى كثير من المدن ، والبلاد من أجل تلقي العلم ، والأخذ عن الشيوخ ، وكانت رحلته الأولى وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، ومكث في طوافه بالبلاد إحدى وسبعين سنة ، رحمهالله تعالى.
أخذ « عبد الرحمن بن أحمد » القراءة عن عدد كبير من علماء القراءات ، منهم : « علي بن داود الدارانيّ ، وأبو الحسن الحمامي » وغيرهما كثير.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، وصحة الإسناد ، وأقبل عليه الطلاب ينهلون من علمه ، ويأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه « أبو معشر الطبري ».
توفي « عبد الرحمن بن أحمد » في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة.
ومن شيوخ « أبي معشر الطبري » في القراءة : « علي بن الحسين بن زكريا ، أبو الحسن الطريثيثي » ، وهو من خيرة القراء المشهود لهم بالثقة والاتقان.
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٣٦٢.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٣٦٢.