وبعد أن اكتملت مواهب « عبد الجبار بن أحمد » جلس لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وجودة القراءة ، ومن الذين أخذوا عنه القراءات : « أبو طاهر إسماعيل بن خلف » صاحب « العنوان » وروى عنه القراءات : « أبو الحسن يحيى ابن إبراهيم البياز » وهو آخر من قيل إنه روى عنه.
توفي « عبد الجبار » بمصر في آخر شهر ربيع الأول سنة عشرين وأربعمائة. ثم تصدّر « إسماعيل بن خلف » لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الحفاظ يأخذون عنه ، وفي مقدمة من قرأ عليه القرآن : « ابنه جعفر بن إسماعيل » روى القراءة عن أبيه سماعا وتلاوة.
ومن تلاميذ « إسماعيل بن خلف » في القراءة : « يحيى بن عليّ بن الفرج أبو الحسن المصري ، يعرف بابن الخشّاب ، شيخ الإقراء بالديار المصرية ، وهو أستاذ ماهر ، صحيح الأخذ ، أخذ القراءة عن خيرة القراء وفي مقدمتهم : « أحمد ابن نفيس ». ثم تصدّر لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة « أحمد بن محمد بن خلف الأنصاري ».
توفي « يحيى بن علي » سنة أربع وخمسمائة.
وبعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، توفي « إسماعيل بن خلف » أول المحرم سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.