لا، قد بني عليه اسطوانة مع بني عمه فتعظم مصيبتي واشتد حزني ولا أرى لدعائي اجابة ولا لمسألتي نجحا فضاق بذلك ذرعي وكبر سني (١) ورق عظمي وصرت إلى حد الياس من ولدي لضعفي وانقضاء عمري قالت : ثم إني دخلت على بي عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام وكان عليلا فلما سألته عن حاله ودعوت له وهممت الانصراف قال لي : يا أم داود ـ ما الذي بلغك عن داود؟ ـ (٢) وكنت قد ارضعت جعفر بن محمد بلبنه ـ فلما ذكره لي بكيت وقلت : جعلت فداك أين داود؟ داود محتبس في العراق وقد انقطع عني خبره ويئست من الاجتماع معه وأني لشديدة الشوق إليه والتلهف عليه وأنا أسألك الدعاء له فانه اخوك من الرضاعة قالت : فقال لي أبو عبد الله : يا أم داود فاين انت عن دعاء الاستفتاح والاجابة والنجاح؟ وهو الدعاء الذي يفتح الله عز وجل له أبواب السماء وتتلقى الملائكة وتبشر بالاجابة وهو الدعاء المستجاب الذي لا يحجب عن الله عز وجل ولا لصاحبه عند الله تبارك وتعالى ثواب دون الجنة قالت : قلت : وكيف لي يا بن الاطهار الصادقين؟ قال يا أم داود : فقد دنى هذا الشهر الحرام ـ يريد عليهالسلام شهر رجب ـ وهو شهر مبارك عظيم الحرمة مسموع الدعاء فيه فصومي منه ثلاثة أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وهي الأيام البيض ثم اغتسلي في يوم النصف منه عند زوال الشمس وصلي الزوال ثمان ركعات ترسلين فيهن وتحسنين ركوعهن وسجودهن وقنوتهن تقرا في الركعة
__________________
(١) كذا اثبت في نسخة مكتبة كاشف الغطاء وفي نسخة الشيخ شير محمد : ذرعتي وكبرت سني. يقال : ضقت بالأمر ذرعا أي لم أقدر عليه، والصحيح ما في نسخة مكتبة كاشف الغطاء.
(٢) ما بين الخطين سقط عن نسخة الشيخ شير محمد ( ره ) إلا أن نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليهالسلام ونسخة مكتبة كاشف الغطاء أثبتناه.