عنك السنتهم وذلل لك رقابهم ان شاء الله قالت أم داود : فكتب لي هذا الدعاء وانصرفت (١) منزلي (٢) ودخل شهر رجب فتوخيت الأيام وصمتها ودعوت كما أمرني وصليت المغرب والعشاء الآخرة وأفطرت ثم صليت من الليل ما سنح لي مرتب في ليلي ورأيت في نومي كما (٣) صليت عليه من الملائكة والأنبياء والشهداء والابدال والعباد ورأيت النبي صلىاللهعليهوآله فإذا هو يقول لي : يا بينة يا أم داود ابشرى فكل من ترين أعوانك واخوانك وشفعائك وكل من ترين يستغفرون لك ويبشرونك بنجح حاجتك فابشري بمغفرة الله ورضوانه فجزيت خيرا عن نفسك وابشري بحفظ الله لولدك ورده عليك إن شاء الله.
قالت أم داود : فانتبهت عن نومي فوالله ما مكثت بعد ذلك إلا مقدار مسافة الطريق من العراق للراكب المجد المسرع حتى قدم علي داود فقال يا أماه : إني لمحتبس بالعراق في اضيق المحابس وعلي ثقل الحديد وأنا في حال اليأس من الخلاص اذنمت في ليلة المصف من رجب فرأيت الدنيا قد خفضت لي حتي رأيتك في حصير في صلاتك وحولك رجال رؤسهم في السماء وأرجلهم في الأرض عليهم ثياب خضر يسبحون من حولك وقال قائل جميل الوجه حلية النبي صلىاللهعليهوآله نظيف الثوب طيب الريح حسن الكلام فقال : يابن العجوز الصالحة ابشر فقد أجاب
__________________
(١) في نسخة السيد أبي القاسم الاصفهاني النجفي ( ره ) : وانصرفت إلى منزلي :
(٢) في كتاب الاقبال للسيد ابن طاووس ( ره ) ص ١٥٣ المطبوع في عام ١٣١٤ لم يذكر : منزلي، وانما فيه : فكتب هذا الدعاء وانصرفت
(٣) الظاهر أن الصحيح : كل من صليت عليهم، كما في الاقبال الصفحة ١٥٣.