الاسلوب البلاغي للزهراء عليهاالسلام
حياة كلها جهاد وعبادة وتبتّل ، نور نيّر يسير على منهاج الحق الصريح ، وفكر ثاقب يستضيء بمشكاة العلم الصحيح. الزهراء احدى ثمرات شجرة النبوة الوارفة الظلال ، ابدت من الكياسة والادب واللباقة ما لم يسبق اليها احد ، وجعلت وقتها وقفاً على العلم والدين والعمل والتريبية والتهذيب ، وذللت بأفكارها السامية كل صعب ، حتى تسنى لها الصعود الى معارج الارتقاء ، لتجني ثمار ذلك الجهد اليانع وقطوفه الدانية التي تؤتي اكلها كل حين بأذن ربها. وحين تقرأ خطبها ترى الفصاحة تتدفق من معين لسانها ، لا ينكر مالها من قوة الحجة في الكلام والشهرة والبيان.
اتصفت الزهراء بالشجاعة الادبية ، فأخرجت للناس دفائن الحكمة وآيات الحق الناصعة وسحر البيان الرائع. وان من يمعن النظر في اسلوب الزهراء الخطابي الرصين وبلاغتها البيانية وما ترمز اليه يتضح له ما ينطوي عليه خطابها من معان واضحة وبصيرة نفاذة. وقد استطاعت ان تسيطر على نفوس مستمعيها وهم في احرج موقف ، ولعل هذا هو بعض السر في