قريب (١) كما انها رأت في المنام مرة اخرى كأن ملائكة كثيرة هبطوا من السماء ، واذا بقصور مشيدة وبساتين وانهار خرجت من تلك القصور حواري يضحكن ويقلن : مرحباً بمن خلقت الجنة لها وخلقنا من اجل ابيها ، ثم لم تزل الملائكة تصعد بها حتى ادخلوها داراً فيها قصور كثيرة وفي القصور بيوت لا تعد وفيها من السندس والاستبرق على الاسرة شيء كثير غير اواني الذهب والفضة ، وفيها الوان الطعام ، ورأت انهاراً اشد بياضاً من اللبن واطيب رائحة من المسك فقالت : لمن هذه الدار ، وما هذه الانهار؟ فقيل لها : اما الدار فهي الفردوس الاعلى ليس بعده جنة وهي دار ابيك ومن معه من النبيين ومن احب الله ، وهذا نهر الكوثر الذي وعد الله اباك ان يعطيه اياه.
فقالت : اين ابي ، قالوا لها : الساعة يدخل عليك ، فبينما هي كذلك اذ ظهر لها قصور اعلى من تلك القصور وفرش احسن مما رأته ، واذا اباها جالس على تلك الفرش ومعه جماعة فأخذها وضمها اليه وقبَّل ما بين عينيها ، وقال لها : يا بنية أما ترين ما اعد الله لك وما تقدمين عليه ، ثم اراها قصوراً مشرقات فيها الوان الطرايف والحلي والحلل ، وقال : هذا مسكنك ومسكن زوجك وولديك ومن احبك واحبهما فطيبي نفساً فانك قادمة علي بعد ايام ، فانتبهت فرحة وقصت الرؤيا على امير المؤمنين عليهالسلام (٢).
__________________
(١) دلائل الامامة / لابن جرير ص ٤٤.
(٢) المصدر / ص ٤٣.