فالمكثر يقول : ثمانية اشهر والمقلل يقول : اربعين يوماً ، الا ان الثبت في ذلك ما روي عن ابي جعفر محمد بن علي عليهالسلام : انها توفيت بعده بثلاثة اشهر. حدثني بذلك الحسن بن علي ، عن الحارث عن ابن سعد عن الواقدي عن عمرو بن دينار عن ابي جعفر محمد بن علي عليهالسلام (١) وقيل انها توفيت في شهر رمضان سنة عشر من النبوة (٢) ودفنت في المسجد النبوي كما مر بنا آنفاً. وطبيعي انه لم يكن في الامكان القيام بشيء كثير في هذا الباب الا حسب الوصية التي اوصت بها. وبقدر تعلق الامر بالدفن وموضعه ، فالمعلومات المتعلقة بالقضية كانت معروفة ، ولانعدام الدقة في الامور في الغالب فان تقديرها ليس بيسير. والقبر الحقيقي للزهراء يكمن في قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ) لان الدلائل الجمة وافرة على ان قبرها هو قرب قبر والدها. وقد انبرى لرثائها اهل الفضل والادب منذ ذلك الحين حتى يوم الناس هذا.
في الديوان المنسوب الى الامام علي عليهالسلام ، انه انشد بعد وفاة فاطمة عليهاالسلام (٣).
الا هل الى طـول الحيـاة سبيل |
|
واني وهذا الموت ليس يحول |
واني وان اصبحت بالموت موقناً |
|
فلي امل من دون ذاك طويل |
وللدهر الـوان تروح وتغتـدي |
|
وان نفوسـاً بينهـن تسيـل |
__________________
(١) مقاتل الطالبيين ـ ابو الفرج الاصفهاني / ص ٤٩.
(٢) طبقات بن سعد ٨ / ١١.
(٣) بحار الانوار / للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي / ج ٤٣ / ص ٢١٦.