السلام : ان العبد ليصدق حتى يكتب عند الله من الصادقين. وفيه عن ابي جعفر عليهالسلام : ان الرجل ليصدق حتى يكتبه الله صديقاً. فالرسول الكريم هو الصادق الصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحيٌ يوحى. آمنت به قريش ودعا للاسلام ونشر فضائله ، ودعا الى الله متطوعاً لهذا الجهاد الشريف باذلا نفسه في اعلاء كلمة الله ، وليس لليأس من سبيل الى النفوس المخلصة ، وقد زاده الله بسطة في القوة والعلم ، وأمده بنصره ومكنه في الارض ، وكتب له العزة والمجد مادام عاملا نشيطا يرعى تلعات العلم وشؤون المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ، وعمل على جمع كلمة المسلمين وتقوية دينهم وسلطانهم ، حيث قال جل وعلا في كتابه العزيز ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَميِعاً وَلَا تَفَرَّقُوا ) (١). وقال : ( إن تَنصُرُوا اللّه يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) (٢). ففي غزوة بدر وأحد والاحزاب مواقف مشرفة للنبي الكريم ودروس لا تنسى للمسلمين والاجيال المتعاقبة ، فكانت قريش تخشى من محمد وصحابته من المهاجرين والانصار. يقول الدكتور علي شلق : كان للنبي مخبرون يطلعونه على تحركات قريش وجموعها واحلافها ، لذلك فقد اخذ يتهيأ للدفاع وهو لم يبدأ حرباً في حياته ، بل كان مدافعاً ، فمعركة بدر كانت رداً على ايذاء ، و ( أُحُد ) كانت صداً لمؤامرة ، وهذه ( الاحزاب ) معركة يقصد بها المشركون القضاء على محمد ، فماذا فعل النبي لمجابهة هذا الجيش الكبير المنظم اكثر من كل جيش عرفه من قبل؟ انها معركة وجود او لا وجود ،
__________________
(١) سورة آل عمران / ١٠٣.
(٢) سورة محمد / ٧.