فان المال ظل زائل وأمر حائل وعارية مسترجعة وهو والله يعد له نبأ عظيم وخطر جليل ، وقد رغب اليكم رغبة في كريمتكم خديجة ، وقد بذل من الصداق ما عاجله وآجله اثنا عشرة اوقية ونشا (١).
الى جانب ذلك نريد ان نعرف ان السيدة خديجة بنت خويلد انجبت من زوجها النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولدين واربع بنات وهن زينب ورقية وام كلثوم وفاطمة ( وهي اصغرهن سناً ). اما الولدان فقد توفيا وهما صغيران. الاول كان القاسم توفي وعمره سنتان وهو اكبر الابناء وبه يكنى ، والثاني هو عبد الله آخر الابناء وله اسم آخر هو ( الطاهر ) وهو اسم محبب من قبل الرسول أطلقه عليه لشغفه وحبه لزوجته الطاهرة خديجة ، لكنه مات وهو صغير.
كانت خديجة اول من آمن برسالة النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم حين هبط عليه الوحي خلال تعبده في غار حراء ، وهي اول المصدقين به ، اعطته ثروة لقاء هداية تفوق كنوز الارض واعطاها عمره وزهرة شبابه فقال : ( ما قام الاسلام الا بسيف علي ومال خديجة ). وهو لم يعرف موقفه منها ، ولم يتزوج غيرها حتى وفاتها ، وقال : ( لا والله ما ابدلني الله خيراً منها آمنت بي وكذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ).
ذلك الموقف النبيل شد من ازر الرسول الكريم وقوّى من اصراره على اعلاء كلمة الحق ، حتى تمّ له ما اراد بالعلم والعدل والتقوى ، ونال المقاصد السامية والغايات الرفيعة.
__________________
(١) مثلهن الاعلى خديجة بنت خويلد / عبد الله العلائلي / ص ٦٦ / النشى : عشرون درهماً وهو نصف الاوقية. ويروى ان ابا طالب صدقها عشرين بكراً.