تخضع النفس لسلطان الهوى والشهوات. قال الازري :
ذاك رأس الموحدين وحامي |
|
بيضة الدين من اكف عداها |
أي نفس لا تهتـدي بهـداه |
|
وهو من كل صورة مقلتاها |
فليس بدعاً ان يكون الامام علي عليهالسلام عباب البلاغة الذي لا يسير غوره ، ولا يدرك شطآنه ، بل وينبوع الحكمة المستمدة من الوحي الالهي والفيض النبوي ووحي القرآن وسيرة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ونهجه. وللدلالة على اكرامه للضيف نسوق هذه الحكاية : ( قيل ان اعرابياً وقف عليه فقال : ان لي اليك حاجة رفعتها الى الله قبل ان ارفعها اليك ( ان انت لم تقضها حمدت الله وعذرتك ) فقال الامام : ( خط حاجتك على الارض ) فكتب الرجل اني فقير ، فقال علي عليهالسلام : يا قنبر ( يعني خادمه ) اعطه حليتي الفلانية ، فلما اخذها الاعرابي مثل بين يديه وقال :
كسوتني حـلة تبـلى محاسنـها |
|
فسوف اكسوك من حسن الثنا حللا |
ان الثنـاء ليحيي ذكر صاحبـه |
|
كالغيث يحي نداه السهل والجبـلا |
لا تزهد الدهر في عرف بدأت به |
|
فكل عبد سيجزى بالـذي فعـلا |
فقال علي عليهالسلام : يا قنبر اعطه خمسين ديناراً ثم قال : اما الحلة فلمسألتك واما الدنانير فلأدبك.
عاش سيدنا ابو الحسن عليهالسلام في كنف ابن عمه الرسول الاعظم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو ابن ست سنوات ، وتفتحت عيناه على رسول الله ووعى مبادئه وبشر بها عن يقين ، فلم تعلق به اوضار الجاهلية ولم تعبه نفسه يوماً الى مغريات الحياة وبهارجها. ويحسن بنا ان نذكر ان الامام علياً عليهالسلام كان علامة مضيئة في تاريخ الامة العريق