وعيون الحكمة والاداب ، وقد نقل هذه الوصية جمهور العلماء ، واستبصر بها في دينه ودنياه كثير من الفقهاء ، ولما قبض امير المؤمنين عليهالسلام خطب الناس الحسن وذكر حقه فبايعه اصحاب ابيه على حرب من حارب وسلم من سالم (١).
فالحسن عليهالسلام هو فرع الدوحة الهاشمية وربيب النبوة والامامة ، سليل الحق والعدل والفضيلة ، هو واخوه الحسين ( سبطا هذه الامة وسيدا شباب اهل الجنة ) كما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم فيهما : ( أي هذان امامان قاما او قعدا ).
فأبو محمد الحسن المجتبى هذا هو الامام الصابر كريم اهل البيت ، وروي عن الترمذي مرفوعاً الى ابن عباس رضي الله عنه انه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حامل الحسن ابن علي عليهماالسلام ، فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ونعم الراكب هو. وروي عن الحافظ ابي نعيم فيما اورده في حليته عن ابي بكر قال : كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلي بنا فيجيئ الحسن عليهالسلام وهو ساجد وهو اذ ذاك صغير فيجلس على ظهره ، ومرة على رقبته فيرفعه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رفعاً رفيقاً ، فلما فرغ من الصلاة ، قالوا : يا رسول الله انك تصنع بهذا الصبي شيئاً لا تصنعه بأحد ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ان هذا ريحانتي وان ابني هذا سيد وعسى ان يصلح الله تعالى به بين فئتين من المسلمين.
وروى البخاري ومسلم بسنديهما عن ابي هريرة قال : خرجت مع رسول
__________________
(١) الارشاد للشيخ المفيد ص ١٨٧ و ١٨٨.