وتأبى عن ذلك ، تقدّم أيضاً في الدروس السَّابقة أنّ الله ـ تعالى ـ يخلق أفعال البشر ( وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) (١) ، ولا ريب أنّ كثيراً من أفعالنا قبيحة وشرور ، فكيف نجمع بين هذا وذاك ؟
ج) : لا منافاة بينهما ، وذلك لأننا ذكرنا أيضاً بأنّ الله ـ تعالى ـ يقدّر ما يريده ويقصده الإنسان ثم يقضي بوقوعه أو عدم وقوعه ، بمعنى أنّه ـ تعالى ـ أوجد القدرة والإرادة في الإنسان ثمّ خيّره فهو الذي يأتي بالأفعال مباشرة خيرها أو شرّها ، « ذلك بما كسبت أيديهم » ، ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) (٢) ، وقال علي عليهالسلام « كلُّ ما استغفرت منه فهو منك ، وكلُّ ما حمدت الله عليه فهو منه » (٣).
س) : لماذا يجب أن يكون الله ـ تعالى ـ عادلاً ؟
ج) : لأمور ، أوّلاً : لأنّ العدل حَسَنٌّ والظُّلم قبيح ، وقد ذكرنا أنّ الله ـ تعالى ـ منزّهٌ عن فعل القبيح ، ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ) (٤) ، ( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ) (٥).
__________________
(١) سورة الصافّات : ٩٦.
(٢) سورة الزلزلة : ٧ ـ ٨.
(٣) الطرائف : ص ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ، بحار الأنوار ج ٥ / ٥٩ ذ ح ٨.
(٤) سورة النحل : ٩٠.
(٥) سورة الأعراف : ٢٩.