أبي طالب عليهالسلام : « والّذي نفسي بيده لو اُعطيتُ الأقاليمَ السَّبعة بما تحتَ أفلاكها على أن أعصى اللهَ في نملةٍ أسْلِبُها جِلْبَ شعيرٍ ما فعلتُ » (١) ، وقال أيضاً عليهالسلام في كتابه الى عثمان بن حنيف : « ألا وإنّ لكلّ مأموم إماماً يقتدي به ، ويستضيءُ بنور علمه ، ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بِطمْرَيْهِ ، ومن طَعْمِهِ بقُرْصَيْهِ ، ألا وإنّكم لا تقدرون على ذلك ، ولكن أعينوني بِوَرَعٍ واجتهادٍ وعِفّةٍ وسَدَادٍ ، فواللهِ ما كَنَزْتُ من دنياكم تِبْراً ، ولا ادّخَرْتُ من غنائمها وِفْراً ، ولا أعْدَدْتُ لِبالي ثوبي طِمْراً ، ولا حُزْتُ من أرضها شبراً ، ... (٢) وإنّما هي نفسي اُرَوِّضُها بالتّقوى لتأتي آمنةً يوم الخوف الأكبر ... الخ ».
وأمّا أبونا آدم عليهالسلام فإنّه اُخرج من الجنّة ولم يُجعل من اُولي العزم لأنّه ترك الأولى أو أتى بترك الأولى ، قال تعالى : ( وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ ) (٣) بعد أن قال تعالى : ( أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ ) (٤) ولم يكن النهي عن الأكل من تلك الشّجرة نهياً محرّماً وإنّما نهياً شأنيّاً أي من شأنك يا آدم أن تأكل أنت
__________________
(١) نهج البلاغة ج ٢ / ٢١٨ ، بحار الأنوار ج ٤٠ / ٣٤٨ ، وج ٤١ / ١٦٢.
(٢) نهج البلاغة ج ٣ / ٧٠ كتاب ٤٥ ، بحار الأنوار ج ٣٣ / ٤٧٤ ح ٦٨٦.
(٣) سورة طه : ١٢١.
(٤) سورة الأعراف : ٢٢.