الطّبيعيّة فهي إيجاد مسبَّب بلا سبب ، ويشترط في صحّة المعجزة أن يعجز الجنّ الإنس عن الإتيان بها ، ولهذا سُمّيتْ معجزة ، وإلا لم يكن معنىً لتسميتها بذلك وعدّها إعجازاً.
فمن توفّرت فيه العصمة وظهرت عصمة منجهة تحلّيه بالصّفات الحميدة والكمال النَّفساني ، وأفعاله وسلوكياته المستقيمة وكان أهلاً لادّعاء النّبوّة والسّفارة الإلهيّة ، ثمّ ادّعى ذلك وأتى بفعل يعجز عنه الجنّ والإنس ، فهو نبيٌّ صادق في دعواه ، وتجب له الطّاعة في كلّ ما يأمر به وينهي عنه.
ولهذا جاء في الحديث المروي في اُصول
الكافي عن أبي عبد الله ـ الصادق عليهالسلام
ـ : « إنّا
لمّا أثبتنا أنّ لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنّا ، وعن جميع ما خلق ، وكان ذلك الصّانع حكيماً متعالياً لم يجز أن يشاهده خلقه ، ولا يلامسوه فيابشرهم ويباشروه ، ويُحاجّهم ويحاجّوه ثَبُتَ أنّ له سفراه في خلقه ، يعبّرون عنه الى خلقه وعباده ، ويدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم ، وما به بقاؤهم ، وفي تركه فَناؤهم ، فثبت الآمرون والنّاهون عن الحكيم العليم في خلقه ، والمعبّرون عنه جلّ وعزّ ، وهم الأنبياء عليهالسلام وصفوته من خلقه ، حكماء مؤدّبين بالحكمة ، مبعوثين لها ، غير مشاركين للنّاس ـ على مشاركتهم لهم في الخلق والتّركيب ـ في شيء من أحوالهم
،