ومذاهبهم ـ ، ثم اختلف المسلمون وعلماؤهم في تفسير ظاهره وظواهره ، بل عجزوا كثيراً عن ذلك ، وكانوا حينئذٍ عن معرفة أسراره وحقائقه وبطونه أعجز ، لأنَّ عجائبه لا تنتهي ، ولم تكن الفرصة كافية أمام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لبيان ذلك كلّه ، لعيب في قابلية النّاس ، وعجزهم عن إدراك كثير من الحقائق ، بسبب الحقبة الزّمنيّة التي عاشوا فيها ، ولحاجة معرفة كثير من الامور إلى مرور الزّمان وتغيير في العقول وحصول التجارب وتقدم العلوم وتكامل في العقول وهي ممّا لم يتحقّق بل ولن يتحقق إلا في عصور متأخرة عن عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فكان لابدّ من وجود خلفاء وأئمةٍ هادين
مهديّين راشدين يواصلون تلك المسيرة ويحملون عبأ الرّسالة ، فيكونون حكّاماً وخلفاء على النّاس ، يحكمون بالشّريعة ، ويقيمون الحدود ، ويحفظون الثّغور ، ويعملون بعلمهم الموروث من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والممدود إلى السّماء بحبل الله المتين ، ومعصومون عن كلّ سهو وخطأ ونسيان ، ومشهود لهم بالفضل والكمال ، ليبيّنوا للنّاس عظمة الإسلام وحقائق القرآن ، فتكون الرّسالة المحمديّة صلىاللهعليهوآلهوسلم جليّة للعيان ، واضحة المعالم ، حاكمة إلى قيام السّاعة ، وإلا لو انقطعت العصمة ، ولم يكن الخليفة منصوباً منصوراً مؤيّداً من