عند الله ـ تعالى ـ ، لكانت الرّسالة ناقصة شأنها شأن ما وقع بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى يومنا هذا وإلى ظهور المهديّ من آل محمد عليهمالسلام من تشويهٍ للشريعة وظلم واضطهاد وتباين للآراء والمذاهب ولأحزاب ، وتشتُّتٍ وتمزيقٍ وانحراف ، ولم يتحقّق الغرض الّذي من أجله بعث النّبيُّ الخاتم ، والغاية الّتي من أجلها كان الإسلام خاتم الشرائع السّماوية ، وعُدّ القرآن خالداً إلى قيام السّاعة.
فلأجل هذه الأسباب اقتضت الضّرورة وحكم العقل بالبداهة أن ينصب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأمر من الحكيم العليم خلفاء يحملون الرّاية من بعده ويكونون للاُمّة كما كان هو ، وتكون لهم حقوق على الاُمّة بمثل ما كانت له صلىاللهعليهوآلهوسلم عليها ، وسمّي هؤلاء أئمة فما معنى كلمة الامام ؟
ج)
: الإمام في اللّغة هو الزّعيم والقائد ،
وفي اصطلاح المتكلّمين وعلماء الكلام الإمامة هي الزّعامة الدّينيّة والدّنيويّة المطلقة على أهل الإسلام وكافّة المسلمين ، وهذه الزّعامة لا تكون عندنا ولا تجوز في مذهبنا وعقيدتنا إلا لمن كان منصوباً من عند الله ـ تعالى ـ ، لما تقدّم من أهميّة هذا المنصب والمقام وخطورته وعجز النّاس عن اختيار من يكون أهلاً لذلك ،