يكون متّصلاً بمنبع الفيض الإلهي مستمدّاً علمه من الله تعالى ، وأن يكون معصوماً بالعصمة الكبرى لأنّه عِدْلُ القرآن وهو القرآن النّاطق لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّي تاركٌ فيكم الثِّقْلَينِ ، كتابَ الله حبلٌ ممدود إلى السّماء ، وعترتي أهلَ بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ـ بعدي ـ أبداً » (١) وهو معنى قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (٢) والقربىٰ هم فاطمة الزهراء سيّدة النّساء وبَعْلُها وبنوها عليها وعليهم أفضل الصّلاة وأتمُّ التّسليم.
ليت شعري كيف انتبه الخليفة الثاني ومن معه إلى لزوم اختيار الخليفة ، وضرورة أن ينصبوا إماماً للمسلمين وخليفةً لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في سقيفة بني ساعدة ، ولم ينتبه الله إلى هذا الأمر ولا رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟!
ومن أين جاء الخليفة الأول بفكرة نصب الخليفة الثّاني من بعده وتعيينه وتحديده دون الرجوع إلى المسلمين ، والعمل بالشّورى ، إن كان الشّورى هو المرجع والطريق إلى تعيين
__________________
(١) مسند أحمد ج ٣ / ١٤ و ١٧ ، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٦٣ ، مسند أبي الجعد : ص ٣٩٧ ، مصنف ابن أبي شيبة ج ٧ / ١٧٦ ، ينابيع المودة ج ١ / ٧٤.
(٢) سورة الشورى : ٢٣.