ومنكم الوزير » (١). وما بال حروب الرّدّة التي دارت بين المسلمين حينذاك وإنّما سُمّيتْ بالرّدّة لزعمهم أنّ من امتنعوا عن طاعة الخليفة الأوّل وحبسوا الزّكوات عن إرسالها إليه وإيصالها لديه مرتدّون عن الإسلام خارجون على الخليفة ، كلّ ذلك قد ورد في كتب التأريخ والسيرة والحديث والعقائد والكلام وكان مثار جدلٍ بين المسلمين ، ولا يزال كذلك.
على أنّ الشّخص الوحيد والفرد الفريد من بين هؤلاء الأربعة الّذي لم يتمّ اختياره للخلافة من قِبَلِ الناس ولا بواسطة واحدٍ بعينه من الصّحابة ، وإنّما تمّتْ له البيعة بتزاحم المسلمين على باب داره واجتماعهم على بيته ، وعلمهم ويقينهم بأنّ بيعتهم له تحصيل حاصل بعد بيعة المسلمين له في صدر الإسلام سيّما في واقعة الغدير بأمر من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي محضرة الشّريف ، وعلمهم ويقينهم بأنّه الخليفة الحقّ والإمام المنصوب من عند الله تعالى ورسوله وإجماعهم على وجوب طاعته ، كما أجمعوا على أنّ مخالفيه ومعاديه ناكثون وقاسطون ومارقون ، هوالإمام أميرالمؤمنين عليُّ بنُ أبي طالبٍ عليهالسلام وإن حاول بعض المخالفين
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٣ / ٢٠٣ ، الكمال في التاريخ ج ٢ / ٣٢٥ ، بحار الأنوار ج ٢٨ / ٣٢٤ وص ٣٣٧.