في مواضع عديدة من القرآن الكريم ، فجعل العمل الصّالح في كلّ موضع مقروناً بالإيمان والعقيدة السّليمة ، وفسّر هذا الإيمان بقوله ـ تعالى ـ ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ) (١) ، وقال ـ تعالى ـ : ( الم. ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) (٢) بل جعل الإيمان والعقيدة السّليمة سبيل النّجاة حيث قال ـ عزّ شأنه ـ : ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (٣) فالقلب موضوع العقيدة ووعاء الإيمان ، ولا يكون سليماً إلا بسلامة المظروف والموضوع الّذي بداخله وهو العقيدة والإيمان ، فلا يجوز التّهاون والتّقصير في هذا المجال ، بل على المسلم أن يقضي شطراً من عمره منكبّاً على المعرفة ، وأعلى مراتب المعرفة معرفة اُصول الدّين ، وهي الّتي سمّيت ب « الفقه الأكبر » مقابل الأحكام والمسائل الشرعيّة وفروع الدّين التي اُطلق عليها « الفقه الأصغر » ، ولهذا قيل : « أوّل العلم معرفة الجبّار وآخر العلم تفويض
__________________
(١) سورة البقرة : ٢٨٥.
(٢) سورة البقرة : ١ ـ ٣.
(٣) سورة الشعراء : ٨٩.