وضوحه وبيانه غنيٌّ عن البيان والاستدلال ولهذا قيل : « توضيح الواضحات من أشكل المشكلات » (١) أليست كلّ هذه الآيات والعلامات والبيّنات تدل عليه ؟! ، انظر الى آيات الآفاق والأنفس أما تكفي دليلاً وشاهداً على وجوده ـ تبارك وتعالى ـ ؟! ، ( وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ. وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) (٢).
وهكذا : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) (٣) ، وقوله ـ تعالى ـ : ( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ).
ثم كيف يمكن الاستدلال على وجوده ـ تبارك وتعالى ـ وذاته المقدّسة وهو النّور الذي ملأ الخافقين ، ولشدّه نوره لا يمكن النظر الى حاقّ ذاته والوصول الى حقيقة صفاته سيّما للمخلوق الملوّت بالمادّة والمتعلّق بالمادّيّات ، هذا فضلاً عن إمكان إنكار وجوده المقدّس ـ جلّت عظمته ـ إذ كيف يمكن إنكاره ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) (٤) ، ( مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ
__________________
(١) لم أجده.
(٢) سورة الذاريات : ٢٠ ـ ٢١.
(٣) سورة فصّلت : ٥٣.
(٤) سورة الحديد : ٤.