يحتاج في خلق شيء أو فعل شيء إلى غيره ، بل لا غير له ولا معه حتى يحتاج اليه ، وكلّ ما عداه وجودات ظلّيّة اعتباريّة في قبال وجوده الذي هو عين الحقيقة.
٥ ـ التأثير الاستقلالي : ومعناه أنّ ما يصدر من الخلائق قاطبة إنّما هي أفعال الله ـ عزّ وجلّ ـ ( وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) (١) فالمخلوق أيّاً كان لا يستغني فيما يفعله عن الخالق الحكيم ، بل لا يصدر منه شيءٍ إلا بإدارة من الله ـ تعالى ـ ومشيّته ، وكلّ ما للمخلوق من تأثير وتأثّر إنّما يتمّ بإذن الله ـ تعالى ـ وإرادته التكوينيّة.
أمّا الثّمرة العمليّة والعقائديّة للتّوحيد في فعله ـ تعالى ـ وتوحيد أفعاله ، فهي أنّ الإنسان حينئذٍ لا يرى ولا يعتقد بمعبود سوي الله ـ تعالى ـ ، إذ الاُلوهيّة من لوازم الخالقيّة والرّبوبيّة.
وأمّا التّوحيد بالمعنى الأخير ـ وهو التأثير الاستقلالي ـ فثمرته ونتيجته أن يجعل الإنسان عمله خالصاً لوجه الله ـ تعالى ـ ، ولا يستعين بغيره ، بل يعتمد ويتوكّل على الله وحده ، ولا يرجونّ غيره ، ولا يطلب الأجر إلا منه ، ويقطع كلّ أملٍ بغيره ، ولا
__________________
(١) سورة الصافّات : ٩٦.